الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: مقدمة ابن الصلاح المسمى بـ «معرفة أنواع علوم الحديث» **
*1* التسلسل من نعوت الأسانيد، وهو: عبارة عن تتابع رجال الإسناد وتواردهم فيه، واحد اً بعد واحد، على صفة أو حالة واحدة. وينقسم ذلك إلى ما يكون صفة للرواية والتحمل، وإلى: ما يكون صفة للرواة أو حالة لهم. (162) ثم إن صفاتهم في ذلك أحوالهم - أقوالا وأفعالا ونحو ذلك - تنقسم إلى مالا نحصيه. ونوَّعه الحاكم (أبو عبد الله الحافظ) إلى ثمانية أنواع، والذي ذكره فيها إنما هو صور أمثلة ثمانية. ولا انحصار لذلك في ثمانية كما ذكرناه. ومثال ما يكون صفة للرواية والتحمل: ما يتسلسل ب(سمعت فلاناً قال: سمعت فلاناً) إلى آخر الإسناد. أو يتسلسل ب(حدثنا) أو (أخبرنا) إلى آخره. ومن ذلك (أخبرنا والله فلان قال: أخبرنا و الله فلان) إلى آخره. ومثال ما يرجع إلى صفات الرواة وأقوالهم ونحوها: إسناد حديث: ((اللهم أعني على شكرك وذكرك وحسن عبادتك)) المسلسل بقولهم: (إني أحبك، فقل). وحديث التشبيك باليد، وحديث العد في اليد، في أشباه لذلك نرويها وتروى كثيرة. وخيرها ما كان فيه دلالة على اتصال السماع وعدم التدليس. ومن فضيلة التسلسل اشتماله علي مزيد الضبط من الرواة، وقلما تسلم المسلسلات من ضعف، أعني في وصف التسلسل لا في أصل المتن. ومن المسلسل ما ينقطع تسلسله في وسط إسناده، وذلك نقص فيه، وهو كالمسلسل ب(أول حديث سمعته) على ما هو الصحيح في ذلك، والله أعلم.
|